اختلف علماء الدّين في تعريف الرّحم؛ فمنهم من حصر الرّحم على أنّهم المحرَّمون من الأرحام، ومنهم من حصرهم بأنّهم الأقارب مِمّن يرثون، ومنهم من قال إنّهم الأقارب سواء يرثون أم لا، والأصحّ هو قول العلماء الّذين قالوا بأنّهم الأقارب سواء يرثون أم لا أي الأقارب جميعهم من النّسب من جهة الأب والأمّ وليس من الرّضاعة.
صلة الرّحم هي التّواصل ووصل الأقارب وعدم قطيعتهم لما لها من آثارٍ تعود على الفرد وانقياداً لما أمرنا اللّه سبحانه وتعالى به في محكم آياته، لبقاء الودّ والمحبّة بين النّاس وإبعاد البغضاء والمشاكل، ورفع من قيمتها وقال بأنّ قاطع الرّحم لا يدخل الجنّة.
فضائل صلة الرّحملم يحثّ الله تعالى ورسوله عليه الصّلاة والسّلام على صلة الرّحم من دون منفعةٍ وفضائل تعود على صاحبها؛ حيث تعود صلة الرّحم على من يصلها بالعديد من النّتائج الملموسة على حياته، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]، ومنها كما ذُكر في الكتاب والسّنّة:
عدّ الله تعالى قطيعة الأرحام من الكبائر الّتي تَمنع صاحبها من دخول الجنّة، حيث قال تعالى في محكم كتابه: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ)[محمد: 22-23 ]، وقطيعة الأرحام هي عدم التّواصل مع الأرحام لأسبابٍ قد تَكون تافهةً في الغالب؛ حيث تجد العديد من الأقارب يُسبّبون المشاكل لأقاربهم، ولا يَتحدّثون مع إخوانهم وأهلهم، ولكنّهم يجدون نتائج ذلك في حياتهم الدّنيا قبل الآخرة، من عدم توفيقٍ لأعمالهم، وانعدام البَركة في رزقهم، وخاصّة إذا كان الرّحم أحد الوالدين؛ حيث وصّى الرّسول عليه الصلاة والسّلام بهما، وجعل اللّه رضاه عزّ وجلّ من رضاهما، ومن هنا نستدلّ على عظمة صلة الرّحم.
المقالات المتعلقة بمقال عن صلة الرحم